هذا المقال يعتمد على العلم البحت لا التجارب الممكنة والتي قد تنفع لشخص ولاتصلح لشخص آخر ، ويستمد مصادره من علم النفس والاقتصاد وعلم الاعصاب والطب.
قوة الإرادة:
هي القدرة على السيطرة على الإنتباه والعواطف والرغبات.
أنا سوف، أنا لن ، أنا أريد:
إن قدرتي " انا سوف " و " أنا لن " هما وجه السيطرة على الذات , لكنهما لايشكلان بمفردهما قوة الإرادة، فلكي تقول لا حين يجب أن تقول لا، وتقول نعم حين يجب أن تقول نعم، ستكون بحاجة لقدرة ثالثة ، القدرة على أن تتذكر ماتريده حقا هو قطعه من الشيكولاتة أو يوم عطله من الريجيم، لكنك حين تواجه الإغواء أو التسويف، تكون بحاجه لتذكر أن ماتريده حقا هو ضبط وزنك على مقاس بنطلونك الجينز الضيق اوي طريقه آخرى ، أن قوة الإرادة هي كبح تلك القوى الثلاث : أنا سوف ، أنا لن ، أنا أريد؛ كي تتمكن من تحقيق أهدافك وتبقى بعيداً عن المشكلات.
لماذا نمتلك قوة الإرادة:
حتى عبود قليلة خلت كانت مسئؤلياتك في هذه الحياة غاية في البساطة:
١- أن تجد عشاءك. ٢- أن تتكاثر. ٣- أن تتحاشى مواجهة غير متوقعه مع حيوانات حولك.
لكنك تحيا ضمن قبيلة شديدة التقارب وتعتمد على بشر آخرين في وجودك ، وهو مايعني أن عليك أن تضع من بين اولوياتك عدم إغضاب الآخرين ممن تشاركهم الحياة، التجمعات توجب التعاون واقتسام الموارد، وحتى في العصر الحجري ، كانت قواعد كسب الاصدقاء والتأثير على الناس شبيهة بمثيلتها هذه الأيام، امدد يد العون حين يكون جارك في حاجة لمأوى ، تقاسم عشاءك حتى لو بقيت جائعاً، وفكر مرتين قبل أن تقول: " فراء الأسد هذا يجعلك تبدو سميناً بعض الشيء" , بعبارة أخرى عليك الالتزام بالسيطرة على الذات.
سبب أهمية الأمر الأن :
تحولت قوة الإرادة من كونها العنصر الذي يميزنا كبشر عن بقية الحيوانات لتصبح الشيء الذي يميزنا بعضنا عن بعض، ربما ولدنا جميعًا ولدينا القدرة على السيطرة على ذواتنا ، من يمتلكون القدرة على السيطرة على انتباههم واعواطفهم وأفعالهم سيكونون أفضل من كل وجه، فهم أكثر سعادة وأفضل صحه ، علاقتهم أكثر إشباعا وأطول عمراً، السيطرة على الذات تعد مؤشرا افضل من الذكاء على النجاح الدراسي، وهي كذلك معيار اقوى من الكاريزما في القيادة المؤثرة ، وهي أهم للزواج السعيد من التفهم ال عاطفي، إن أردت تحسين حياتك فإن قوة الإرادة ستكون نقطة بداية حسنه.
الأساس العصبي ل أنا سوف , وأنا لن ، وأنا أريد :
يرى " روبرت سابولسكي " ، أستاذ علم الاحياء العصبية في جامعة ستانفورد أن وظيفة الفص الجبهي الحديث هي دفع المخ - ثم دفعك أنت - للقيام " بعمل أكثر مشقة" ، فبينما يكون الأسهل عليك أن تبقى متكئا على أريكتك، يحفزك الفص الجبهي للنهوض وممارسة تدريبك الرياضي، وحين يكون من السهل قبول التحلية، يذكرك فصك الجبهي بأسباب وجيهه تدفعك لطلب الشاي بدلا من التحلية ، وحين يكون الأسهل تأجيل المشروع للغد، يساعدك الفص الجبهي على فتح الملف والبدء به على أية حال.
يتكون المخ من ثلاث مناطق رئيسية تتقاسم وظائف سوف أفعل ، ولن أفعل ، وأريد :
سوف أفعل:
وهو قريب من الجانب الاعلى الأيسر من الفص الجبهي، مختصة بقوة " أنا سوف أفعل " ، وهي تساعدك على البدء ومواصلة العمل على مهام على مهام مملة أو صعبة أو مثيرة للتوتر، مثل البقاء على عجلة التمارين في الوقت الذي قد تفضل فيه الاستحمام.
أنا لن :
وهو في الجانب الأيمن من هذا الفص، وهو يمنعك من اتباع كل نازع أو شهوة ، يمكنك إعادة الفضل لهذا الجزء في آخر مرة وجدت إغراء في قراءة نص ما أثناء قيادة سيارتك،
لكنك بدلاً من ذلك تابعت النظر إلى الطريق .
وهاتان المنطقتان معًا من الفص الجبهي تتحكمان فيما نفعل .
أنا أريد :
وهي تقريبا في منتصف الجبهة ، وهي المختصة بمتابعة سعيك لأهدافك ورغباتك ، وهي تقرر ماتريد .
وبقدر سرعة خلاياها ، بقدر مايكون تحفزك للقيام بعمل ما أو مقاومة إغراء ما ، وهذا الجزء من من الفص الجبهي يتذكر مانريده حقاً ، حتى ولو كانت كل أجزاء المخ الأخرى تقول صارخة: " تناول هذا الطعام! اشرب هذا ! دخن هذا! اشتر هذا !".